يسرّ رابطة النساء الدولية للسلام والحرية أن تطلق دليل معرفي حول الأسلحة والحرب والنساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بهدف تحليل تدفق الأسلحة إلى بلدان النزاعات، ولا سيما العراق وليبيا وسوريا واليمن، وتسليط الضوء على كيفية تأثيرها على حياة المدنيين وكذلك الأثر المجحف على النساء.
خلفية
تعاني منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من انتشار الأسلحة. فقد أصبح قصف المدن والبلدات ممارسة شائعة في النزاعات المسلحة في شتى أنحاء المنطقة، مما أسفر عن خسائر كبيرة في صفوف المدنيين وسبب دماراً للمدارس والمنازل والمشافي والأسواق وغيرها من البنى التحتية الضرورية لحياة الإنسان. وتتوفر على نطاق واسع البنادق وغيرها من الأسلحة الفردية التي توقع الخراب أثناء النزاعات وبعدها. وغالباً ما تتأثر النساء بشكلٍ بالغٍ ومجحفٍ من استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان، بالإضافة الى أنهن يكتوين بنار العنف الناجم عن استخدام الأسلحة الفردية ، لاسيما حينما يتم جلب هذه الأسلحة الى المنازل، مما يؤدي إلى تفاقم العنف المنزلي أثناء النزاعات وبعد انتهائها.
عمل الرابطة في مجال مناهضة انتشار الأسلحة
تقوم رابطة النساء الدولية للسلام والحرية بمراقبة ودراسة كيفية تأثير تجارة السلاح الدولية التي تغذي الحروب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على المدنيين، بالأخص النساء والفتيات. نقوم برصد من أين تأتي الأسلحة، ومن يستخدمها، ومن يموت بسببها، وكيف تقوم بتغيير حياة النساء والفتيات. ونحن نسعى كذلك إلى الدعوة على المستويين المحلي والدولي لوقف بيع هذه الأسلحة التي تسهل وتزيد من انتهاكات حقوق الإنسان، بالإضافة الى الكشف عن المستفيد من العنف في المنطقة.
الصعوبات
من الصعب تتبع مصادر بعض الأسلحة، بينما يُعرف على وجه الدقة من أين يأتي بعضها الآخر. فمثلًا في سوريا، لدينا مصادر موثوقة تؤكد أن الجيش السوري يحصل على الجزء الأكبر من أسلحته من الحكومة الروسي، أما بالنسبة لأسلحة المعارضة السورية المسلحة، فهي غالباً ما تأتي بطرق أكثر مواربة، مما يزيد من صعوبة تعقبها ورصدها. ومن الصعب في سوريا وكذلك في اليمن، معرفة متى تم نقل بعض الأسلحة المستخدمة في النزاع ومن أي بلد جاءت، ولا سيما تلك التي تستخدمها المجموعات المسلحة غير الحكومية. والأصعب في بعض الحالات هو تحديد أنظمة تصنيع وعمل بعض الأسلحة وبالتالي الجهة المنتجة لها.
ولذلك تجدر الإشارة الى أن الأرقام المدرجة في الرسوم البيانية والفيديو لا يقصد بها أن تكون شاملة لجميع الأطراف المتحاربة في بلدان النزاعات قيد الدراسة. وحرصًا من فريقنا على استخدام مصادر موثوقة لا غير، ونظرًا لعدم إمكانية الحصول على معلومات دقيقة أو موثوقة حول مصادر أسلحة الجماعات المسلحة غير الحكومية، لم نتمكن من إدراج أرقام كافية عن مصادر أسلحة هذه المجموعات. وبالرغم من ذلك، بإمكانكم العثور على معلومات أكثر تفصيلًا عن بعض الجماعات المسلحة غير الحكومية في الندوة المسجلة/الويبينار.
ميزات هذا الدليل
وعلى الرغم من أن العديد من الموارد الأخرى تسلّط الضوء على أثر نقل الأسلحة على المدنيين أثناء النزاعات، فإن هذا الدليل يركز بشكل خاص على الأبعاد الجندرية لنقل الأسلحة التي غالبًا ما يتم تجاهلها أو التغاضي عنها. وفي هذا الإطار، يسعى الدليل إلى تسليط الضوء على الرابط والعلاقة السببية بين عمليات نقل الأسلحة إلى الحكومات والجهات المسلحة الأخرى في المنطقة وبين العنف القائم على النوع الإجتماعي و الآثار المجحفة على النساء.
يهدف هذا الدليل بشكل أساسي إلى تزويد منظمات المجتمع المدني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالموارد باللغة العربية لمساعدتها على دمج المنظور الجندري في عملية رصد تدفقات الأسلحة الى المنطقة وتسليط الضوء على آثارها على المدنيين. ولجعل مجموعة الأدوات مفيدة على قدم المساواة بالنسبة للمنظمات غير الحكومية الدولية وغيرهم من ناشطي بناء السلام، قمنا بإتاحة الموارد أيضا باللغة الانكليزية.
يسعى هذا الدليل الى:
١. دعم شركاء وأقسام الرابطة، بالإضافة الى منظمات المجتمع المدني الأخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، لإدماج المنظور الجندري في عمليات نقل الأسلحة والعسكرة من خلال توفير الموارد باللغة العربية
٢. تسليط الضوء على الروابط بين الجندر، والحروب، وعمليات نقل الأسلحة، ولا سيما كيف تؤثر مختلف أنواع الأسلحة على النساء بشكل مجحف أثناء النزاع
٣. توفير الأساس للناشطين المحليين والدوليين ومنظمات المجتمع المدني للقيام بالمناصرة حول عمليات نقل الأسلحة واستخدامها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ورفع مستوى الوعي حول الآثار الجندرية للعسكرة والتسليح التي غالبا ما يتم تجاهلها
يتألف الدليل من الموارد التالية:
١. ندوة مسجلة (ويبنار) تهدف الى تسليط الضوء على عمليات بيع السلاح إلى الحكومات والأطراف المسلحة الأخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومناقشة بعض مبيعات الأسلحة الرئيسية وارتباطها بقصف المدن والبلدات والمناطق المأهولة الأخرى، إضافةً إلى العنف القائم على النوع الاجتماعي. كما تسعى الندوة الى طرح بعض التحديات المرتبطة بتتبع مبيعات الأسلحة والنظر في الجهود الدولية لوقفها.

٢. رسم بياني/انفوغرافيك باللغتين العربية والإنجليزية يهدف إلى كشف عمليات نقل الأسلحة والنفقات العسكرية وأنواع الأسلحة المستوردة إلى العراق وليبيا وسوريا واليمن، وتسليط الضوء على ما لها من آثار مدمرة من حيث عدد الضحايا، والحاجة الإنسانية، والعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الإجتماعي، والنزوح الداخلي.

٣. شريط مصور/فيديو باللغة العربية مع ترجمة باللغة الإنجليزية، والهدف منه هو استخدامه كأداة معرفية تسلّط الضوء على الآثار الجندرية لعمليات نقل الأسلحة باستخدام تقنية تفاعلية وسهلة الاستعمال. ومن السهل أيضا مشاركة هذا الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات الإعلامية.

ندعوكم الى مشاركة هذه الدليل حول الأسلحة والحرب والنساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا ضمن شبكاتكم لضمان وصول المعلومات الى اكبر عدد من الناشطات والناشطين في مجال حقوق المرأة وبناء السلام!