إقرأ/ي المقال باللغة الإنجليزية
تنظم كل من مبادرة مسار السلام ورابطة النساء الدولية للسلام والحرية ووزارة الخارجية الهولندية، بالتعاون مع الوكالة النرويجية للتنمية، مؤتمراً رفيع المستوى بشأن إدراج وجهات النظر النسوية في مفاوضات السلام في اليمن، وذلك من 28 حزيران/يونيو وحتى 2 تموز/يوليو.
سيحتفي المؤتمر بالتقدم المحرز على مدى العامين الماضيين ويكرس المطالبة بمساحات لأصوات النساء في محادثات السلام الرسمية وغير الرسمية. كما سيوجه وضع خريطة طريق السلام النسوي في اليمن – وهي وثيقة شاملة تقدم حلولاً وتوصيات لتقدم السلام النسوي في اليمن.
ورغم أن المشاركة في المؤتمر متاحة للمدعوين/ات فقط، إلا أنه سيتم الإعلان عن النتائج مع خريطة طريق السلام النسوي في الأشهر المقبلة.
لمعرفة المزيد عن المؤتمر رفيع المستوى وبعض التحديات الرئيسية التي تعوق السلام في اليمن، تحدثنا مع نسمة منصور، مسؤولة الاعلام والمناصرة بمبادرة مسار السلام.
بادئ ذي بدء، حدثينا قليلاً عن عمل مبادرة مسار السلام.
تأسست مبادرة مسار السلام في عام 2015 على يد نساء يمنيات داخل اليمن وخارجه اجتمعن لدعم عملية السلام. وقد احتضنت في جنيف في مركز جنيف للسياسة الأمنية في عام 2017، ثم أدرجت منظمة غير ربحية في كندا في تشرين الأول/أكتوبر 2017.
ونحن الآن نقود الجهود لإشراك النساء مباشرة في محادثات السلام في اليمن. ومبادرة مسار السلام هي شريك رسمي في المسار الثاني، ما يعني أننا نشارك بنشاط في استضافة مشاورات مع القيادات النسائية والجماعات النسائية داخل اليمن وخارجه.
ويتمثل دورنا بتمكين النساء، وإنشاء منصات لأصواتهن، وإشراكهن مباشرة مع الفاعلين السياسيين والدوليين المشاركين في عمليات السلام. كما نعمل على ربط القادة ونشطاء القاعدة الشعبية مباشرة بالمناقشات الرسمية لمسار السلام الأول.
قبل أن نتحدث عن المؤتمر رفيع المستوى، هل تحدثينا عن بعض المشاكل الرئيسية التي تعوق التقدم نحو السلام في اليمن؟
يعد غياب النساء والشباب عن مواقع صنع القرار ولجان المراقبة وطاولات المفاوضات من أكبر العقبات أمام السلام.
وعلى الرغم من أن النساء والشباب/شابات كانوا/كن من أهم الفئات الفاعلة في حركة التغيير اليمنية في عام 2011، ومنذ بداية الحرب في عام 2015 حيث لعبت النساء دورًا مركزيًا كمفاوضات ووسيطات – مما أدى إلى إطلاق سراح ضحايا الاختفاء القسري، فتح ممرات إنسانية آمنة، ومكافحة تجنيد الأطفال – إلا أنه قد تم استبعادهم/ن إلى حد كبير من الحوارات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في البلاد.
وعليه، فإن عمليات بناء السلام لا تزال تفتقر إلى المساءلة والشمولية بسبب غياب هذه الفئات.
بالإضافة إلى ذلك، تميل اتفاقيات السلام المبرمة إلى استخدام لغة مبهمة جداً أو غامضة، ما يجعل تنفيذها صعباً للغاية.
دعينا نتحدث عن المؤتمر رفيع المستوى. لماذا الآن؟
سيحتفي هذا المؤتمر بالتقدم الذي أحرزته قيادات نسائية يمنية من مشارب شتى على مدار العامين الماضيين، وهذه القيادات النسائية يعملن على دعم عملية السلام عبر دعوة مختلف الأجندات الجماهيرية والتشاركية والمستدامة إلى مفاوضات السلام في اليمن.
صممت الأجندة لتشمل معظم المواضيع أو المجالات المحددة المطروحة حالياً على طاولة مفاوضات السلام. وسيناقش المتحدثون/ات والضيوف العمل المنجز حتى الآن وما يجب فعله لضمان استمرار التقدم نحو السلام وإشراك النساء في عمليات السلام.
هل تحدثينا قليلاً عن المتحدثين/ات؟
يمثل المتحدثون/ات والضيوف مجموعة واسعة من الأطراف المعنية – من القادة الشعبيين إلى الأكاديميين/ات إلى ممثلي/ات الحكومة إلى الدبلوماسيين/ات. أثناء التخطيط للقاء، ركزنا على ضمان حضور ممثلي الأمم المتحدة – – كأعضاء مكتب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن.
سيسمح لنا ذلك بربط عمل المسارين الثاني الثالث – اللذين يركزان على تنظيم الحوارات المجتمعية والعمل الجماهيري – مع المسار الأول، وهو مستوى مفاوضات السلام الدبلوماسية الرسمية.
غالبية المتحدثين هم أفراد من شبكة مبادرة مسار السلام العالمية، التي بنيناها على مدار السنوات العديدة الماضية عبر سلسلة من المشاورات والمبادرات الشعبية.
في هذا الصدد، هل يمكنك إخبارنا قليلاً عن العملية التي سبقت المؤتمر؟
يأتي الاجتماع أساساً تتويجاً لحوارات ومشاورات عديدة جرت أثناء العامين الماضيين. استضفنا أو دعمنا سلسلة من الاجتماعات إما شخصية أو عبر الإنترنت بالإضافة إلى دورات تدريبية افتراضية على مجموعة متنوعة من مواضيع عمليات السلام في اليمن، وأشركنا عدداً كبيراً من القيادات النسائية والناشطات الجماهيريات اليمنيات – ممن يعشن في اليمن وفي بلدان العالم الأخرى.
وثمرة هذا العمل، كانت هذه الأجندة – بما فيها الأسئلة الأساسية والمواضيع والمتحدثين/ات في المؤتمر.
ما الأهداف الأساسية للمؤتمر؟
أولاً، هدفنا الشامل هو خلق فضاء يسمح للنساء بعرض خبراتهن وقدراتهن القيادية في القضايا ذات الصلة بعملية السلام في اليمن، ومساعدتهن في العمل مع الأطراف المعنية الدبلوماسية الرئيسية. ويوفر الاجتماع للنساء فرصة مهمة لإسماع أصواتهن وإثراء السياسات الرسمية التي توضع بشأن عملية السلام.
الهدف الأساسي الآخر هو جمع الملاحظات من الأطراف المعنية بشأن خريطة طريق السلام النسوي، وهي وثيقة مهمة نعمل حالياً على إعدادها وتجمع كافة القضايا الرئيسية معاً في وثيقة واحدة وتقدم سلسلة من التوصيات لدفع عملية سلام تشمل الجميع بلا استثناء.
هل يمكنك التحدث أكثر قليلاً عن خريطة طريق السلام النسوي؟ بعض القضايا التي تتناولها وكيف ستستخدم؟
ستحدد خارطة طريق السلام النسوي الأساس لما يجب فعله لبناء مستقبل يسوده السلام الشامل والعدالة والأمن في اليمن.
تمخضت المشاورات والحوارات التي استضفناها أو دعمناها في العامين الماضيين عن مقترحات عديدة لحلول بشأن مجموعة واسعة من المواضيع. سعت هذه الحلول جميعها إلى دمج منظور النوع الاجتماعي الذي يعترف بالمشاكل والتحديات الخاصة التي تواجه نساء اليمن ويعالجها، بهدف التأثير على عملية سلام شاملة و مراعية للنوع الاجتماعي.
وعبر خريطة طريق السلام النسوي، نجمع كل هذه القضايا والأفكار والتوصيات معاً في وثيقة واحدة تغطي مواضيع كالأمن، والاقتصاد، وتبادل الأسرى، والرواتب، والحكم المحلي، والقضايا الإنسانية، والعدالة الانتقالية، ووقف إطلاق النار، وضرورة عملية سلام شاملة، وغيرها الكثير.
أثناء المؤتمر، ستتاح للمشاركين/ات فرصة تقديم مساهمات في مسودة الخريطة. وسنعمل بعد ذلك على إنهاء إعدادها. وعند اكتمالها، ستوزع عبر القنوات الدبلوماسية الرسمية للأمم المتحدة، بما في ذلك صيغ آريا، لتمكين الدول الأعضاء وأعضاء مجلس الأمن من فهم تحديات اليمن بشكل أفضل من منظور النوع الاجتماعي والمشاركة بشكل أوثق مع النساء اللاتي يقدن هذا العمل.
أعتقد أن خريطة الطريق ستضيف كثيراً من القيمة لمختلف العاملين من أجل السلام في اليمن.
ما المداخلات أو النقاط البارزة التي تتطلعين إليها شخصياً أكثر من غيرها؟
بصدق، أتطلع إلى جميع المداخلات! لكن الشيء الوحيد الذي يثير حماستي تحديداً هو أن النساء سيقدن هذه المبادرة. وعلى الرغم من أن الاجتماع صمم لتمكين النساء وأصوات النساء – ما يعني أن النساء يقدنه ويمثلن غالبية المتحدثين – فهذا أيضاً علامة على التقدم الكبير في أن الرجال يشاركون في هذا الحوار.
تقليدياً، يخشى بعض الرجال اليمنيين إظهار دعمهم لعمل النساء أو نشاطهن والتعبير عنه. لكننا نسمع أكثر فأكثر أنهم يثقون بنا ويتأثرون بالصمود والقوة التي تظهرها النساء اليمنيات، ويزداد إدراكهم للقيمة التي يضيفها عملهن إلى عملية السلام.
ما الذي يمكن أن يفعله الناس حول العالم للمساعدة في دعم مستقبل السلام في اليمن؟
مبدئياً، من المهم جداً دراسة أوضاع اليمن بعمق أكبر لفهم النزاع وأسبابه وآثاره على حياة الناس وأمنهم. فهذه الجوانب لا تُعرف من وسائل الإعلام فقط؛ إنها تعرف من الشعب اليمني نفسه. ثمة كثير من المعلومات المضللة ونحث الأشخاص دائماً على أداء دور أكثر فاعلية في الحصول على معلومات عن الوضع.
أعتقد أيضاً أن الناس في جميع أنحاء العالم يمكنهم رفع أصواتهم/هن من أجل إشراك النساء والشباب في محادثات السلام. وعلينا جميعاً أن نحمل المجتمع الدولي المسؤولية.
كما قلت سابقاً، يحب المجتمع الدولي، أي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ومجلس الأمن بقيادة الأمين العام للأمم المتحدة، التحدث عن الأزمة الإنسانية في اليمن والدعوة إلى السلام. لكن هذه الكلمات لم تُدعم بالأفعال، ولم يعد الشعب اليمني يثق بالأمم المتحدة. يمكننا العمل على إعادة بناء الثقة بالمطالبة بعمل حقيقي نحو مستقبل من السلام.
مع وجود عقبات عديدة في الطريق، هل لديك أمل في أن تدرك عملية السلام في اليمن أخيراً التحديات الفريدة أمام النساء وتواجهها تماماً؟
لو لم يكن لدينا أمل، لما كنا هنا للعمل. نحن لا ننتظر منهم أن يدعونا، بل نمتلك مساحاتنا بأنفسنا حتماً. لهذا السبب نعقد هذا المؤتمر، كي نتمكن من إظهار الفجوات وتحديد الحلول المطلوبة بالضبط. نحن لا نتحدث عن المشاكل فحسب، بل نقدم الحلول دائماً.
يمكنكم/ن متابعة مستجدات ونتائج المؤتمر رفيع المستوى، من خلال الهاشتاغين #FeministPeaceYE و#سلام نسوي لليمن.
كما ندعوكم/ن للتعرف أكثر علي عمل مبادرة مسار السلام و عمل رابطة النساء الدولية للسلام والحرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
يمكنكن/كم أيضاًالانضمام إلى مجتمع ناشطات السلام النسوي العالمي التابع لرابطة النساء الدولية للسلام والحرية: كوني عضوة، أو ابحثي عن قسم بلدك أو مجموعة محلية، أو تبرعي لمساعدة الرابطة في معالجة الأسباب الأساسية للعنف واللامساواة. لمعرفة المزيد، يرجى زيارة الموقع wilpf.org.