October 26, 2018
[بيروت ١٥-١٧ آب ٢٠١٨]
اجتمع/ت ١٥ عضو/ة من المنظمات الشريكة في مشروع “حراك نسوي من أجل التغيير في سوريا” ضمن رابطة النساء الدولية للسلام والحرية لأول مرة للمشاركة في تدريب تعميم منظور النوع الاجتماعي في سياسات وأنشطة المنظمات.
علقت عضوة في شبكة النساء السوريات بعد التدريب: “على الرغم من اهتمامي ومعرفتي الجيدة بما يتعلق بموضوع تعميم منظور النوع الاجتماعي والحقوق الجنسية والجسدية، إلا أن التدريب كان ممتازا حيث زودني بالمهارات العملية التي تمكنني من دمج هذه المعرفة في عملي”.
تقريب الهوة بين النظرية والتطبيق
شملت أجندة التدريب الممتد على ثلاثة أيام مواضيع مثل: الفروقات بين النوع الاجتماعي والجنس، استيعاب الأنماط الذكورية والأنماط الأنثوية، والعوامل الداخلية والخارجية التي تحول دون تعميم النوع الاجتماعي في المنظمات. تعاونت رابطة النساء الدولية للسلام والحرية مع خبيرتين نسويتين معروفتين، د. نوف نصر الدين و د. نور أبو عصب مؤسستا ومديرتا “مركز التنمية والتعاون عبر الأوطان“، لتصميم التدريب بناء على احتياجات المنظمات الشريكة.
تنتهج رابطة النساء الدولية للسلام والحرية نهجاً غير نمطي فيما يتعلق بموضوع التدريب والتعلم، فعوضاً عن النهج الذي يفترض تواضع خبرة المشاركين، تتبع الرابطة منهجا تعليميا ذو أساس ديمقراطي مبني على تشاركية المعارف المختلفة. تؤمن الرابطة بأن عملية التعلم تحدث في مساحات تتقاطع فيها مفاهيم المشاركات النظرية مع الخبرات الحياتية الواقعية.
لقد كان تدريب تعميم منظور النوع الاجتماعي مثالاً جيداً على هذا النهج كما شاركت به المدربات والمشاركين/ات وعضوات الرابطة القائمات على المشروع من خلال أنشطة خبراتهم/ن المهنية والشخصية في بيئة آمنة تشجع النقد البناء للسماح لأفكار جديدة بالظهور.
التعرف على الأدوات الخاصة بالنوع الاجتماعي
لقد تم تيسير أيام التدريب الثلاثة من قبل د. نوف ناصر الدين و د. نور أبو عصب اللتان صممتا الأجندة بالتنسيق مع فريق الرابطة القائم على المشروع.
كان هدف اليوم الأول تدريب المشاركات على التفريق بين النوع الاجتماعي والجنس حيث تم تعريف النوع الاجتماعي على أنه ممارسة مركبة مجتمعياً، وعلى فهم الأنماط الذكورية والأنماط الأنثوية وتفكيك القوالب النمطية للنوع الاجتماعي، وتم تعريف العنف القائم على النوع الاجتماعي .
تم التركيز على تعزيز فهم منهجيات تحليل النوع الاجتماعي في اليوم الثاني، وتفكيك العوامل الداخلية والخارجية التي تعيق عملية تعميم منظور النوع الاجتماعي لدى المنظمات، وكذلك تم تحليل العوامل الداخلية والخارجية التي تحدد مجريات النوع الاجتماعي في سوريا.
أما في اليوم الأخير فقد تم التركيز على تطبيق تعميم منظور النوع الاجتماعي ضمن المنظمات الشريكة، وتوضيح مفهوم القيادة والادارة الحساسة للنوع الاجتماعي في مجال العمل، وفهم التعددية والتنوع بأسلوب نوعي.
وضع/ت المشاركين/ات أهداف استراتيجية متعلقة بالنوع الاجتماعي ضمن منظماتهم/ن و تدربو/ن على كيفية تحسين السياسات الحساسة للنوع الاجتماعي وتطبيق من خلال تمارين التعميم منظور النوع الاجتماعي في المشاريع والبرامج والميزانيات التي يعملون عليها.
أخيراً، غطى التدريب أدوات المتابعة والتقييم والتي يمكن تفعيلها داخل المنظمات الشريكة للمشروع.
اللغة كمدخل مفتاحي للقوة
إنه مفهوم قائم ذلك الذي ينص على أن الطريقة التي نتحدث بها عن مواضيع مختلفة تصوغ طريقة تفكيرنا والطريقة التي نخلق بها واقعنا في النهاية. إلا أن هذا المفهوم لا يزال أكثر شيوعاً في السياق الأكاديمي من سياق الممارسات اليومية في المنظمات.
حلل/ت المشاركين/ات خلال أحدى تمارين تقاطع المجالات الستة التالية: السياسي- الاقتصادي- الاجتماعي- التقني- القانوني- البيئي، وناقش/ن كيف أن الدستور السوري بأكمله يستخدم بشكل حصري الضمائر والأسماء المذكرة. إن المفردات باللغة العربية خاضعة للتمايز النوعي الاجتماعي فهي إما مذكرة أو مؤنثة كالعديد من اللغات الأخرى. انطلاقا من هذه الفكرة، نوه/ت المشاركون/ات أن هذا التوجه ينطبق أيضا على سياسة منظماتهم/ن الهيكلية الخاصة، وعلى مقترحات المشاريع التي يكتبونها، وحملات المنظمات العامة، وصفحات المنظمات على منصات التواصل الاجتماعي. لقد كان/وا في الواقع يمارسن/ون ما يريدون/ن تفاديه ألا وهو: تشكيل العالم باتجاه ذكوري وإهمال التصدي لنمطية النوع الاجتماعي وبذلك فإنهم/ن يساهمون/ن بتعزيز عدم المساواة في بيئة العمل.
شاركت منال قويدر،المؤسسة والمديرة التنفيذية لضمة تجربة المنظمة بهذا الخصوص: “بالرغم أن منظمة ضمة تقودها نساء وتهدف لتقوية وتعزيز المرأة، لكن عملنا لا يطبق تعميم منظور النوع الاجتماعي، لذلك فإن هذا التدريب كان مهما للغاية بما يتعلق بتعميم منظور النوع الاجتماعي لأنني اكتسبت المهارات العملية لتطبيق المعلومات في المنظمة وفي عملنا”.
المضي قدماً
كان للتدريب قبولاً ممتازاً من المشاركين والمشاركات، لدرجة أن بعضهم/ن أصرّ/رن على متابعة التمارين بعد انتهاء وقت التدريب.
هذا التدريب هو مجرد نقطة بداية في مسار سعي المنظمات المشاركة في مشروع “حراك نسوي من أجل التغيير في سوريا” لدمج المعرفة التي تم تحصيلها ضمن سياساته الداخلية والخارجية، وكذلك في تصميم وتنفيذ مشاريعها وبرامجها وميزانيتها.
كنوع من استكمال التدريب، سوف تقوم المدربتان على مدى الأشهر القادمة بالمتابعة مع الشركاء بشكل منفرد في جلسات شهرية للإجابة عن الأسئلة أو استفسارات، ومراجعة مسودات السياسة الهيكلية وتقديم المشورة عن كيفية تحسين وتنفيذ سياسات ذات منظور نسوي للنوع الاجتماعي.
تم إعطاء التدريب بعد أسبوعين من خلال ثلاث محاضرات عبر الإنترنت باللغة العربية لتلبية احتياجات بعض الشركاء الذي لم/ن يتمكنوا من حضور التدريب بسبب الوضع الأمني والقيود على السفر.
حقل المعلومات
صممت رابطة النساء الدولية للسلام والحرية مشروع “حراك نسوي من أجل التغيير في سوريا” لدعم ١٩ منظمة سورية لتعزيز أجنداتها النسوية من خلال التمويل المرن والدعم التقني.
سوف تتمكن المنظمات الشريكة بواسطة هذا الدعم والتنسيق المقدم خلال المبادرة من تطوير هيكليات مؤثرة ومستدامة، ومن تقوية الشبكات لأجل نمو جماعي وللدفع قدماً بأجنداتهم/ن النسوية.
تم تصميم البرامج التدريبية ضمن المشروع بناء على احتياجات المنظمات الشريكة وكان تدريب تعميم منظور النوع الاجتماعي من الأولويات على لائحة طلبات المنظمات الشريكة في هذا المشروع.
تم عقد التدريب في بيروت-لبنان بين ١٥-١٧ آب ٢٠١٨
اقرأ/ي أكثر عن مشروع رابطة النساء الدولية للسلام والحرية: “حراك نسوي من أجل التغيير” هنا.